شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (36) قال عليه السلام: طُوْبَىَ لِمَنْ ذَكَرَ المَعادَ وَعَمِلَ لِلْحِسَاِب وَقَنَعَ بِالكَفْافِ وَرَضِيَ عَنِ الله

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (36) قال عليه السلام: طُوْبَىَ لِمَنْ ذَكَرَ المَعادَ وَعَمِلَ لِلْحِسَاِب وَقَنَعَ بِالكَفْافِ وَرَضِيَ عَنِ الله

422 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 16-05-2024

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: طُوْبَىَ لِمَنْ ذَكَرَ المَعادَ، وَعَمِلَ لِلْحِسَاِب، وَقَنَعَ بِالكَفْافِ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ([1])
طوبى على وزن فُعْلى من الطيب والواو منقلبة عن الياء للضمة قبلها (شرح البحراني). وقد روي أنها شجرة في الجنة في دار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يتدلى في دار كل مؤمن غصن منها([2]). وجاء في الحدائق، أن (طوبى: طاب له العيش على سبيل الدعاء وقيل هو من أسماء الجنة). وقد قال الإمام (عليه السلام) هذا الكلام في معرض ثنائه على خباب([3])
 والمعنى المستفاد من هذا الكلام، طوبى أي هنيئا لكل من هو دائم الذكر للآخرة ويوم الحساب. وجدَّ في طلب العمل المضاعف للحسنات، لتنفعه في يوم الحساب، واتخذ الزهد شعاراً له في حياته، وكان عند الله سبحانه راضياً قانعاً بما قسم الله تعالى له.)([4]).

الهوامش:
([1]) وردت في شرح الغرر 4/ 115: (طوبى لمن خاف العقاب وعمل للحساب وصاحب العفاف ورضي الله عنه الله سبحانه). ورويت بلفظ المتن في: المنهاج 3/ 277، والترجمة 2/434، وشرح ابن أبي الحديد 18/ 322، وشرح البحراني 5/ 265، والمصباح ص589.
([2]) اللسان: (طيب).
([3]) خَبّابُ بن الأَرَت بن جَنْدَلَة بن سَعْد التميمي أسلم سادس ستة وهو من أظهر إسلامه كان في الجاهلية قيناً يعمل السيوف بمكة شهد المشاهد كلها ونزل الكوفة فمات فيها وهو ابن 73 سنة ولما رجع الإمام علي (عليه السلام) من صفين مر بقبره فقال: رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً وعاش مجاهداً) و( كان من المهاجرين ومن أصحاب الإمام علي عليه السلام ومات بعد انصرافه من صفين (الوقعة التي دارت بين جيش الإمام عليه السلام وجيش معاوية سنة 36) بالكوفة. وقد مدحه (عليه السلام) بثلاثة من أوصاف الصالحين أحدها إسلامه عن رغبته وهو الإسلام المنتفع به والثاني مهاجرته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله طائعاً وهي الهجرة التامة عن رغبة في الله ورسوله والثالثة كونه عاش مجاهداً أما مع رسول الله صلى الله عليه وآله الكفار، ومع الإمام عليه السلام محارباً البغاة والخوارج والناكثين) الأعلام 2/ 301، بتصرف. وشرح البحراني 5/265.
([4]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص59-60.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2105 Seconds