أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَأ

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال: مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَأ

47 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 27-12-2025

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد
عندما نعيش أجواء هذه الحكمة لا نبتعد كثيراً عن الأجواء التي عشناها في الحكمة السابقة؛ إذ أنهما يشتركان في قاسمٍ مشترك وهو لزوم تعرف الآراء وتتبعها قبل البت في أمرٍ مهم لأن الإحاطة بالآراء تجعل الإنسان قادراً على التمييز بين الصحيح وغيره وبين الصحيح والأصح وهكذا بحيث يفرق بين درجات الإصابة والخطأ وهذا ما كان ليتم لولا سماع أو استطلاع الآراء وحبذا لو كانت من جميع الأطراف الموالية وغيرها لتكون الإحاطة أتم، ومن المؤكد أن حصيلة ذلك تعود على الإنسان المستطلع للآراء بالفائدة والمصلحة لأنه يخطو خطوته المقبلة في ضوء هذه الحزمة الضوئية التي استجلاها من آراء المجربين الحكماء العقلاء، إذ ليس المقياس في صحة الرأي والحكمة هو التقدم في السن بقدر ما هو في التجربة وقدم الخوض في معترك الحياة ليتقدم وهو منفتح الآفاق نحو التكامل ونيل الأحسن ولا يتحجر عند حدود الموروث والتقليدي بل يبقى عندهما ما داما ينبعان من منبع الفضيلة والتكامل كالقرآن والسنة والآداب الشرعية وما إلى ذلك مما يصب في مصب الفضيلة والتكامل، وإلا لانصرف عنهما باحثاً عن الأنفع.

فالدعوة إلى عدم المسارعة باتخاذ الموقف والقرار قبل استطلاع الآراء وتقليب النظر بينها ليمكن استنتاج الشيء الأصلح الذي يقوم الإنسان ويحسن من وضعه، ومن المؤكد أنه بهذا هو الغانم فلا يبتئس ويعدها تقليلاً من مستوى طرحه وتحليله للأمور بل على العكس لا يتوفر الإنسان على مستوى الطرح الجيد، مالم يلم بآراء غيره لتتفاعل ضمن المصلحة والفائدة ([1]).

الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 356-357.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.0885 Seconds