بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ((إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر))
الدعوة إلى الشكر وحسن المعاملة مع ما ينعم به الله سبحانه على عباده لأن ذلك متواصل بفضله ومنّه إلا أن قلة الشكر فضلاً عن عدمه يؤثر سلبياً في إعدام النعمة وتحجيمها بما يتناسب وذاك العبد، لأنّ الله تكفل برزق المخلوقات، لكن من يُحسن التعامل في الأخذ ويكون أليق من غيره يُزاد ويُغدق عليه عرفاناً بحسن تعامله.
وهذه النقطة الوحيدة التي يتفاوت فيها كل المخلوقين مما ندركه بحواسّنا وما لا ندرك، الإنسان والحيوان والنبات والجماد، فكلٌ يعبّر عن شكره بطريقتهِ الخاصة وبذلك يتفاوتون مما يتيح الفرصة للازدياد وقد قال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾([2]) بما يوضح لنا ميزان التعامل في استحقاق المزيد.
نعم، رزقه مضمون لكن زيادته مشروطةٌ بالشكر وإدامته؛ لأنه قد تشاء الحكمة الإلهية اختبار عبد معين من خلال زيادة النعمة فإذا لم يتعامل معها بالمناسب سُحبت منه تدريجياً حتى يشعر بتقصيره، وهذا الأسلوب من أنجح الأساليب لتقدير النعمة من المنعِم والمنعَم عليه([3]).
الهوامش:
[1]) تنفروا: تبعدوا.
([2] سورة إبراهيم، الآية 7.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي (عليه السلام)، لمحمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص66-67.