بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
الدعوة إلى المواجهة عندما يقتضي الأمر ذلك وعندما يكون الاصلح دفع الشر بمثله لأن على الإنسان في المواقف الحساسة الموازنة بين الربح والخسارة معنوياً ومادياً ليجد هل المهادنة أصلح وأنفع لحال الأمة، أم المواجهة والمدافعة؟ وليس المفروض دائماً هو الحل الأول بل على المؤمن أن يرد الشر من حيث أتى إذاً لم تنفع الحلول السلمية فإن الخير ليس من فصيلة الشر ليدفع به بل يدفع بالشر.
نعم، لو كان من الممكن اللجوء الى حل سلمي بوسائل الخير الممكنة لكان لذلك حتماً وهو المفضل ولكن المفروض ان الحالة تأزمت بما لا ينفع معها الحل السلمي فيتحتم الدفاع والدفع بالمثل ليأمن عادية الأشرار ولئلا تكون تلك نقطة ضعف ليستفيدوا منها في التغلب على المؤمنين.
وقد يستفاد ضمناً من هذه الحكمة أن على الإنسان أن لا يزيد على مقدار دفع الاعتداء ورد الإساءة للمسيء من دون ما مجاوزة عليه أو على منتسبيه لئلا تكون الأحقاد والاضغان ولئلا تخرج القضية عن مسألة رد الكرامة الى مسألة معاداة [1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 177-178.