بقلم: الشيخ محسن علي المعلم
((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))
وبعد:
ذكرنا في الحلقة السابقة ما حمله النص الشريف من نقاط وهي:
أولاً- ضعف النفس والنظرة الضيقة. وثانياً- موطن التبصر والاعتبار. وثالثاً- داؤك ودواؤك. وسنتناول في هذه الحلق الدنيا تحذر من نفسها:
فلا لائمة تنحى عليها بل هي على من لم ينظر إليها بعين باصرة ولم يصغِ إلى تحذيرها بإذن مستمعة كيف وقد أعلنت هي نفسها برحيلها وانقضائها وعدم بقائها على حال وأنبأت عن حياة الساكنين فيها ورحيلهم عنها بل وجسدت صورتين ناطقتين فصيحتين معبرتين إحداهما البلاء والمحنة والكربات والشدة وثانيتهما الرخاء والراحة والفرحة وقرة العين والغبطة.
وقد مثلت كذلك قائمة دائمة غدوة ورواحًا فهي ديدنها الإنذار والتذكير والتخويف والتحذير والترغيب والترهيب.
ويقرأ كلامه عليه السلام الذي قاله عند تلاوته ﴿يَا أَيُّهَا الإنسان مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ﴾ ومنه ما يخص حديثنا هنا: «وَحَقّاً أَقُولُ! مَا الدُّنْيَا غَرَّتْكَ، وَلكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ، وَلَقَدْ كَاشَفَتْكَ الْعِظَاتِ، وَآذَنَتْكَ عَلَى سَوَاءٍ...»[1]، فإنها أجل من أن يقال عنها جليلة، تأخذ بمجامع القلوب وتحيي الضمائر وتهدي إلى سواء السبيل.
سادسًا: تجلي المواقف:
وستتجلى النتائج غداة العواقب فلسانٌ ذامٌّ يوم الحسرة والندامة حيث لم يكن مرعويًا بالعبر متعظاً بالغِيَر يرى صنيعه سيئًا وعمله وبالاً، ولسانٌ حامد شاكر حيث كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد، إذ أصغى لتحذيرها وادّكر لتذكيرها واتّعظ بمواعظها فسلم وغنم[2].
الهوامش:
[1] خ 223 /344-345.
[2] لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص 110-111.