أخلاق الإمام علي عليه السلام قال عليه السلام (فوتُ الحاجةِ أهونُ مِنْ طلبها إلى غير أهلها)

سلسلة قصار الحكم

أخلاق الإمام علي عليه السلام قال عليه السلام (فوتُ الحاجةِ أهونُ مِنْ طلبها إلى غير أهلها)

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 03-06-2023

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد:
الدعوى إلى أن لا يطلب الإنسان الحاجة من أي كان، انجازاً لتلك الحاجة وتوصلاً لها؛ لأن لذلك آثاراً سلبية عليه كالمنة والاحتكاك بمن هو في حاجة إلى الإصلاح وما يسببه ذلك من اتصال وربما اكتساب وتعود على بعض ما لديه من سيء الأخلاق وذمائمها وهو ما يؤدي إلى إسقاط الفرد في مهاوٍ كان بمنأى عنها.
بينتما نجد الإمام عليه السلام يريد له الرقي إلى مستوى أفضل فلا يكون وصولياً يستسهل كل شيء لأجل إنجاز مطلبه والتوصل إلى حاجته بل عليه الصبر على فوتها وعدم تنجزها لئلا يخسر بعض أخلاقه إذ سيكتسب من لم يكن أهلا لطلب الحاجة من خلال توصل الآخرين به إلى حوائجهم، مما قد يعني له كونه ذا منهج صحيح مع أنه إنما صار غير مؤهل لطلب الحاجة منه باعتبار تخلقه أو تصرفه بما هو بعيد عن المبادئ والقيم الصحيحة، فالاحتكاك والتعامل معه على نفس المستوى مع الآخرين يفتح له الضوء الأخضر للاستمرار في مسيرته نحو الخطأ. بينما علينا أن نتعاون لاستنقاذه مما هو فيه ليكون في الصف المعتدل ويكتسب الأخلاق الحميدة وعندها فلا مانع ولا ضير من الاحتكاك به وطلب الحاجة منه.

ففي هذه الحكمة أمران:
الأول: أن لا يكون الإنسان وصولياً بل عليه أن يحتفظ بمبادئه وكرامته الإنسانية لئلا يغلب عليهما من خلال ضغط الحاجة الموقوته.

الثاني: تجنب التعامل مع بعض الذوات ممن يحملون صفات ذميمة ليكون ذلك التجنب أو المقاطعة رادعاً له عن الاتصاف بتلكم الصفات غير الحميدة.
كون الهدف الأسمى للإمام عليه السلام هو كسب الناس جميعاً إلى حيث الاستقامة والسلامة في الدنيا والآخرة من كافة ما يعرضهم إلى المسائلة أو التردي في المهاوي.
إذن فعلى الإنسان أن يعيش مبادئه وما تعلمه من قيم ومثل روحاً وفكرة لا مجرد شعارات يرفعها ويتركها عند الحاجة؛ لأن ذلك يعني انهزاميته وعدم ثقته بمبادئه وأفكاره وهو مؤشر سلبي[1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص245-247.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2917 Seconds