بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
الدعوة إلى الارتقاء بالنفس إلى حيث التكامل والتنامي وتحسين الوضع في مناحي الحياة المتعددة كافة، وأن يبني الإنسان ذاته بما ينفعه ويخدمه حاضراً ومستقبلاً وعدم التعويل على الماضي سواء له أو لسلفه من آباء واجداد لأن مقياس التقدير وميزان التصنيف الاجتماعي إنما يتم بلحاظ القابليات والمؤهلات الشخصية بغض النظر عن الغير مهما كانت القرابة.
وبهذا علا نجم النجوم واشتهروا، وذاع صيت العظماء والمبدعين، لا بالنسب أو الرصيد من الأموال أو العدد من الزوجات أو الأولاد؛ فإن أنحاء المعرفة التي يتوصل إليها الإنسان في حياته هي التي توجد منه إنساناً له حضوره في المجتمع، وتخلده في سجل الحياة بمقدار ما أثر ونفع بغض النظر عن صنفه الاجتماعي مبتدأ من رأس الهرم إلى مستوى القاعدة؛ فإن كل فرد في هذا التسلسل الهرمي له تأثيره في مسيرة الحياة وتكاملها، وسعي الناس نحو التكامل من دون ما ملاحظة للخصوصيات الجانبية للمهن، أو الأهمية للعلوم. وقد صارت هذه الحكمة مثلاً سائراً[1].
فنستفيد من ذلك التأكيد على مضمون المثل المعروف (كن عصامياً ولا تكن عظامياً)[2] مما يعني الاعتماد على النفس والمؤهلات الشخصية لا الاعتماد على الآباء والأجداد ممن صاروا عظاما نخرة فإن مجدهم لهم وليس للإنسان منه إلا الانتساب فقط[3].
الهوامش:
[1] ينظر المنجد – قسم فرائد الادب – حرف القاف.
[2] لاحظ القاموس المحيط ج4/ ص 151. ولمعرفة قصة المثل (مجمع الامثال) للميداني ج2/ ص293.
[3] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص255-256.