بقلم: م . م علي فاخر حسن.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين محمد وآله الطاهرين.
وبعد:
لابد للقائم بإدارة المسؤوليات في الحكومة من أن يكون على قدر كاف من التمكن مما يتصدى له من واجبات للإدارة المدنية والسياسية للعباد فيما يخدم مصالحهم العامة والخاصة؛ إذ يحتاج لمن يتصدى لها كفاءة ذهنية ونفسية عالية حيث يتوقف على شخصيته نجاح السياسة او فشلها؛ بوصفه العقل المدبر والمحرك الأساسي لهذا النوع الحيوي[1] ومن جملتها:
أ. القوة والعلم:
إن القوة العلمية والذهنية هي من افضل المقومات عند الإمام علي (عليه السلام)، وهي صفة تحتل مركز صدارة في المقومات العامة للإدارة ويشترط أن يكون عالما لأنه قائد المسلمين الأعلى؛ فيجب أن يهديهم ولو كان جاهلا لأضلهم[2]، والعلم عند الإمام وسيلة للعمل، حتى العلم بالله تعالى فإن القصد منه العمل بأمره ونهيه وعليه يرتكز الثواب والعقاب، والعمل يحتاج قوة وحزمًا داخل النفس من أجل غلب الأهواء والنفس في العمل بالعلم [3]، فالعلم والقوة هما من اقوم سمات القائد والحاكم والخليفة، وهو قوله (عليه السلام) ((إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ وأَعْلَمُهُمْ))[4]، ذكر ابن ابي الحديد أن الإمام (عليه السلام) يقصد ((أقواهم أحسنهم سياسة وأعلمهم بأمر الله أكثرهم علما وإجراء للتدبير بمقتضى العلم))[5]، الذي يجعل من الإنسان أداة لتنفيذ ما يعلم في اهم شيء في الحياة الاجتماعية وهو إدارة الأمة، فيجب على المتصدي ((أن يكون عالما بما يخص أمور الدين من العبادات والسياسة والأحكام مؤديا للفرائض كلها لا يخل بشيء منها))[6]، إذ إن من سمات القائد القوة والشجاعة والعلم معاً)[7].
الهوامش:
[1] ظ: من وحي نهج البلاغة، العتبة العلوية المقدسة:66.
[2] دراسات في نهج البلاغة، محمد مهدي شمس الدين: 171.
[3] ظ: في ظلال نهج البلاغة، محمد جواد مغنية: 1/ 9.
[4] شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: 9 / 328.
[5] م.ن: 9 / 329.
[6] الفصل في الملل والأهواء والنحل، ابن حزم: 4 / 129.
[7] لمزيد من الاطلاع ينظر: التنمية البشرية في نهج البلاغة: م.م علي فاخر حسن، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 43-45.