ألفاظ الأشجار والثمار والأزهار في نهج البلاغة: 9ـ السِّدر

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

ألفاظ الأشجار والثمار والأزهار في نهج البلاغة: 9ـ السِّدر

114 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-12-2025

بقلم: د. سحر ناجي المشهدي

الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصامًا من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..

اما بعد:
ورد مرة واحدة في كلام الامام (عليه السلام)   معَرفًاً بـ(ال)  وموصوفا بصفة الخضد، إتِّباعاً لما جاء في القران الكريم،  قال تعالى:  {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ۞ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ  ۞  وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ}([1])، وقال (عليه السلام)  في وصف بني امية: « فَمَا احْلَوْلَتْ الدُّنْيَا لَكُمْ فِي لَذَّتِهَا،  وَلاَ تَمَكَّنْتُمْ مِنْ رَضَاعِ أَخْلاَفِهَا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا جَائِلاً خِطَامُهَا،  قَلِقاً وَضِينُهَا،  قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَام بِمَنْزِلَةِ السِّدْر الْـمَخْضُودِ»([2]).

فشبَّه الحرام بالسِّدر المخضود؛ لكثرة أكلهم له ورغبتهم فيه ان كان المخضود بمعنى المعطوف من كثرة الحمل، وان كان بمعنى مقطوع الشّوك، ووجه الشَبَّه أن نواهي الله على فعل الحرام تجري مجرى الشوك للسِّدر، ووجه الشَبَّه: كونها مانعة منه زاجرة عنه كإمتناع الشوك عن إجتناء ثمرة السدّر، فهؤلاء القوم لم يبالوا صار السِّدر الناعم الأملس في سهولة تناولهم، والمخضود: الذي لاشوك فيه.  فنواهي الله ووعيده على فعل المحرمات تجري مجرى الشوك للسدر، والسِّدْرُ: شجر حمله النبق، والواحدة بالهاء، وورقه غَسول.  وسِدرة المنتهى في السَّماء السَّابعة لا يجاوزها ملك ولا نبي، قد أظلت السَّماوات والجنة.  والسِّدر:  اسمدرار البصَّر،  وسدر يبصره سدرًا اذا لم يكد يبصر الشيء حسنا،  فهو سدِر وعينه سِدرة ([3]).
وهو شَجَّر حمله النبق،  واحدته بالهاء،  وورقه غسول،  وسدرة المنتهى في السماء السابعة أظلت السماوات والجنة([4]).
ويطلق عليها شَجَرَة النًبْقِ والجمع (سِدَرٌ) ثم يجمع (سِدَرَات) أي جمع الجمع، قال ابن السراج: وقد يقولون(سَدْرٌ) ويريدون الأقل؛ لقلة استعمالهم التاء في هذا الباب، وأطلق في الغَسْلِ ويعنون به الوَرَق المطحون، وقال الحجَّة في التفسير: والسِّدْر نوعان أحدهما ينبت في الأرياف فينتفع بورقه في الغَسْل وثمرته طيبة والآخر ينبت في البَر ولا ينتفع بورقه في الغَسْل وثمرته عفصة ([5]))([6]).

الهوامش:
([1]) الواقعة / 26 ـ 29.
([2]) نهج البلاغة:  خ 105،  106.
([3]) ظ:  منهاج البراعة:  7 / 180.
([4]) ظ:  العين (مادة سدر):  7 / 224.
([5]) ظ:  لسان العرب (مادة سدر):  3 / 972.
([6])  لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 300-301.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1270 Seconds